محمد طمليه
السوق
* عندنا
"سوق جمعة", وها قد صار عندنا "سوق ثلاثاء", وليت "سوق الثلاثاء" يتكرر كل اسبوع
ليحصل الفقراء على 150 مليون دينار انفقها السادة المرشحون اثناء الحملة.
*
عموماً, لي تجربة خاصة وطريفة في كلا السوقين: اخذت مؤخراً "كيماوي", وتساقط شعري
تماماً/ انا اصلع الآن, وقد ذهبت نهاية الاسبوع الماضي الى "سوق الجمعة" لشراء
"طواقي" استر بها صلعتي التي قال طبيبي انها ستلازمني ثلاثة او اربعة شهور على
الاقل. واشتريت عددا منها بالفعل.
* وذهبت يوم امس الاول الى "سوق الثلاثاء"
لاكتشف ان معظم المرشحين وزعوا على الناس "طواقي" تحمل اسماءهم/ ربما من باب
الاحتراز لصلع قادم/ ومن دون "كيماوي" هذه المرة, او ان "الكيماوي" موجود لكن على
شكل نقد يوضع في اليد التي تحلف اليمين: بيع وشراء, وانا لا اتحدث عن حالة او
حالتين, وانما عن حالات.. وللتواضع اقول: "مئات".
* الخلاصة ان الحركة في
السوقين/ الجمعة والثلاثاء/ عبارة عن عملية "تلبيس طواقي", وهذا نهج مألوف في العمل
السياسي عندنا.
السوق
* عندنا "سوق جمعة", وها قد صار عندنا "سوق ثلاثاء", وليت "سوق الثلاثاء" يتكرر كل اسبوع ليحصل الفقراء على 150 مليون دينار انفقها السادة المرشحون اثناء الحملة.
* عموماً, لي تجربة خاصة وطريفة في كلا السوقين: اخذت مؤخراً "كيماوي", وتساقط شعري تماماً/ انا اصلع الآن, وقد ذهبت نهاية الاسبوع الماضي الى "سوق الجمعة" لشراء "طواقي" استر بها صلعتي التي قال طبيبي انها ستلازمني ثلاثة او اربعة شهور على الاقل. واشتريت عددا منها بالفعل.
* وذهبت يوم امس الاول الى "سوق الثلاثاء" لاكتشف ان معظم المرشحين وزعوا على الناس "طواقي" تحمل اسماءهم/ ربما من باب الاحتراز لصلع قادم/ ومن دون "كيماوي" هذه المرة, او ان "الكيماوي" موجود لكن على شكل نقد يوضع في اليد التي تحلف اليمين: بيع وشراء, وانا لا اتحدث عن حالة او حالتين, وانما عن حالات.. وللتواضع اقول: "مئات".
* الخلاصة ان الحركة في السوقين/ الجمعة والثلاثاء/ عبارة عن عملية "تلبيس طواقي", وهذا نهج مألوف في العمل السياسي عندنا.
__________________
قوس
قزح
* اذا صدقت التنبؤات, وامطرت اليوم, فحذار
من الاعتقاد ان لهذا المطر علاقة بأي عرس, او عريس, او »زفّة«.
***
*
كأني سمعت وقع قطرات من الماء تتساقط من مزراب في الروح, ورأيت في اغماضة عاجلة
اواني مطبخ توضع تحت سقف الصفيح من اجل ان يتجمع فيها ماء الدلف ليبقى الصغار
النائمون بمنأى عن البلل - رأيت »...« / ابنة الجيران/ التي كان يفصلني عنها سيل
يتفاقم كلما زاد الهطول, ونعجز عن العبور - رأيت »قوس قزح« منشورا بملاقط على »حبل
غسيل« في الزقاق - رأيت غيمة يجزم الراصد الجوي انها تعاطت منشطات - رأيتني بمعية
حبيبتي قرب مدفأة تتوهج, وها اننا نشوي نبضا وكستناء - رأيتني اراقب امي وقد جلست
تفتل رذاذا لوجبة دعونا اليها الشقيقات المتزوجات - رأيتني اضع في »فريزر الثلاجة«
مكعبات من الوهج من قبيل المؤونة لليالي الباردة - رأيتني اقف في مهب الريح كشاخصة
لا يتقيد بها الهواء - رأيتني اذرف المزيد من الندى ودموع الفرح - رأيتني اتضور
دفئا تحت غطاء لا يكفي الجميع, و»وسادة خالية«.
* عموما لن يغسلنا اي
مطر.
قوس
قزح
* اذا صدقت التنبؤات, وامطرت اليوم, فحذار من الاعتقاد ان لهذا المطر علاقة بأي عرس, او عريس, او »زفّة«.
***
* كأني سمعت وقع قطرات من الماء تتساقط من مزراب في الروح, ورأيت في اغماضة عاجلة اواني مطبخ توضع تحت سقف الصفيح من اجل ان يتجمع فيها ماء الدلف ليبقى الصغار النائمون بمنأى عن البلل - رأيت »...« / ابنة الجيران/ التي كان يفصلني عنها سيل يتفاقم كلما زاد الهطول, ونعجز عن العبور - رأيت »قوس قزح« منشورا بملاقط على »حبل غسيل« في الزقاق - رأيت غيمة يجزم الراصد الجوي انها تعاطت منشطات - رأيتني بمعية حبيبتي قرب مدفأة تتوهج, وها اننا نشوي نبضا وكستناء - رأيتني اراقب امي وقد جلست تفتل رذاذا لوجبة دعونا اليها الشقيقات المتزوجات - رأيتني اضع في »فريزر الثلاجة« مكعبات من الوهج من قبيل المؤونة لليالي الباردة - رأيتني اقف في مهب الريح كشاخصة لا يتقيد بها الهواء - رأيتني اذرف المزيد من الندى ودموع الفرح - رأيتني اتضور دفئا تحت غطاء لا يكفي الجميع, و»وسادة خالية«.
* عموما لن يغسلنا اي مطر.
__________________
لغم تحت
وسادتي
* امر هذه الايام
بظرف صحي ونفسي سيء, مع احساس هائل بالوحدة..
* الله لو يقرع بابي احد/لو
يجيء شرطي ليأخذني الى زنزانة انام فيها الى الابد/لو يداهم منزلي لص لا يرحم/لو
تنفجر اسطوانة الغاز في مطبخي /لو اخطر في بال »عزرائيل«/لو ارجع الى رحم امي وامكث
هناك تسعة اشهر اخرى - ثلاثين شهرا - اربعين سنة - العمر كله.
* هذا, مع
شعور هائل بانني قبيح للغاية, ولكن لماذا غدوت قبيحا الى هذا الحد؟ اتذكر انني كنت
وسيما فيما مضى, بدليل انني اغويت الكثير من البنات. »مريم« مثلا - »مريم«؟ لا اذكر
انني عرفت امرأة بهذه الاسم, ربما كان اسمها (....) لا اهمية لاسم المرأة عندما
تكون وهما. عموما, كان يطيب لها ان تداعب وجهي باصابعها /هكذا/فادوخ, وتنتشر
الرخاوة في جسدي: كانت سمراء, بل بيضاء - . لا اذكر.
* احساس هائل بالوحدة,
وعجز عن الكتابة, وعدم اكتراث ورثاثة طاغية, ولغم من مخلفات حرب لم تحدث ابدا مزروع
تحت وسادتي
لغم تحت
وسادتي
* امر هذه الايام بظرف صحي ونفسي سيء, مع احساس هائل بالوحدة..
* الله لو يقرع بابي احد/لو يجيء شرطي ليأخذني الى زنزانة انام فيها الى الابد/لو يداهم منزلي لص لا يرحم/لو تنفجر اسطوانة الغاز في مطبخي /لو اخطر في بال »عزرائيل«/لو ارجع الى رحم امي وامكث هناك تسعة اشهر اخرى - ثلاثين شهرا - اربعين سنة - العمر كله.
* هذا, مع شعور هائل بانني قبيح للغاية, ولكن لماذا غدوت قبيحا الى هذا الحد؟ اتذكر انني كنت وسيما فيما مضى, بدليل انني اغويت الكثير من البنات. »مريم« مثلا - »مريم«؟ لا اذكر انني عرفت امرأة بهذه الاسم, ربما كان اسمها (....) لا اهمية لاسم المرأة عندما تكون وهما. عموما, كان يطيب لها ان تداعب وجهي باصابعها /هكذا/فادوخ, وتنتشر الرخاوة في جسدي: كانت سمراء, بل بيضاء - . لا اذكر.
* احساس هائل بالوحدة, وعجز عن الكتابة, وعدم اكتراث ورثاثة طاغية, ولغم من مخلفات حرب لم تحدث ابدا مزروع تحت وسادتي
__________________
الموقف
* ما زلنا نتحدث عن الانتخابات..
* صحونا في
الصباح الباكر, واكلنا على عجل: زوجتي اعدت "طبق بيض مقلي", و "محاشي" من طبيخ
البارحة/ "كاسة شاي" في السياق: خرجنا بعد ذلك للتجمهر في المكان المحدد: هيا,
الحركة باتجاه مكاتب البريد. انضم الينا كثيرون في الطريق: ممثلو احزاب/ نواب
سابقون منهم من هو ملتح/ شخصيات عامة/ طلبة جامعات ومعاهد/ وجهاء "خردة" وكان ثمة
شاحنات ترافقنا: هذه الشاحنات تحمل الكثير من مغلفات الرسائل التي تبرعت بها مصانع
ورق وكرتون وطنية..
* نذهب الى مكتب بريد..
* احدنا ادلى بتصريح قال
فيه ان التزاحم امام "الكاونتر" غير مستحب: لوحظ ان سيارات شرطة تسير معنا جنباً
الى جنب: نحن لم نهتف, ولم نرفع يافطات, ولم نعق حركة المرور رغم ان عددنا كبير -
لم تشهد البلاد مثله من قبل.
* تقدمنا, وصار ثمة تدافع عند مدخل مكتب
البريد: نريد "طوابع واردات" حالا. موظفة "الكاونتر" قالت: "يوجد طوابع
للجميع".
* اخذنا الطوابع, والصقناها على المغلفات, ووضعناها في "صندوق
البريد", واسترحنا: نحن نعرف ان مغلفاتنا لا تحتوي على اي رسائل - مجرد مغلفات
فارغة ارسلناها الى مكان تأييداً او احتجاجاً على.. لا شيء.
الموقف
* ما زلنا نتحدث عن الانتخابات..
* صحونا في الصباح الباكر, واكلنا على عجل: زوجتي اعدت "طبق بيض مقلي", و "محاشي" من طبيخ البارحة/ "كاسة شاي" في السياق: خرجنا بعد ذلك للتجمهر في المكان المحدد: هيا, الحركة باتجاه مكاتب البريد. انضم الينا كثيرون في الطريق: ممثلو احزاب/ نواب سابقون منهم من هو ملتح/ شخصيات عامة/ طلبة جامعات ومعاهد/ وجهاء "خردة" وكان ثمة شاحنات ترافقنا: هذه الشاحنات تحمل الكثير من مغلفات الرسائل التي تبرعت بها مصانع ورق وكرتون وطنية..
* نذهب الى مكتب بريد..
* احدنا ادلى بتصريح قال فيه ان التزاحم امام "الكاونتر" غير مستحب: لوحظ ان سيارات شرطة تسير معنا جنباً الى جنب: نحن لم نهتف, ولم نرفع يافطات, ولم نعق حركة المرور رغم ان عددنا كبير - لم تشهد البلاد مثله من قبل.
* تقدمنا, وصار ثمة تدافع عند مدخل مكتب البريد: نريد "طوابع واردات" حالا. موظفة "الكاونتر" قالت: "يوجد طوابع للجميع".
* اخذنا الطوابع, والصقناها على المغلفات, ووضعناها في "صندوق البريد", واسترحنا: نحن نعرف ان مغلفاتنا لا تحتوي على اي رسائل - مجرد مغلفات فارغة ارسلناها الى مكان تأييداً او احتجاجاً على.. لا شيء.
__________________
الطريق
* أراجع سفارة ما/ لا يهمني اسم البلد, ولا موقع هذا البلد على الخريطة: يهمني فقط الحصول على تأشيرة تتيح لي ان اغادر: قد انجح في الحصول على التأشيرة, او يرفضني الموظف المختص, فأذهب الى سفارة اخرى/ لا على التعيين/ فأواجه احتمال القبول, او الرفض, وهذا يجعلني اتوجه/ من باب الاحتياط/ الى محطة لحجز مقعد في باص او باخرة او قطار..
* ثم خطرت لي فكرة تتعلق بالأحذية, فاشتريت الكثير منها استعدادا للمشي اذا حان وقت الفرار. وبالمناسبة, حزمت متاعي في حقيبة صغيرة اضع رأسي عليها في الليل على امل ان يواتيني النوم, ولكني لا أنام, وأبقى اراقب النجوم التي تومض في السماء, فيتردد في دماغي صدى لطائرات تقلع, وبواخر تمخر, وخيول تركض في قواحل لا حدود لها. ثم يجيء الصباح, فأواصل البحث عن دمغة في جواز السفر, أو تذكرة اصعد بها الى ظهر باخرة تحملني بعيداً, وأرجو ان لا ترسو أبداً. أو أمشي. يقول أحدهم: "لا يوجد طرقات, ولكن المشي يصنع الطرقات".
* ها أنذا أمشي وأمشي, فأجدني ما زلت أراوح مكاني
المرضى
* الحملة التي تقوم بها دائرة السير حاليا للتأكد من جاهزية المركبات لفصل الشتاء/ هذه الحملة ما تزال مستمرة, وقد شملتني البارحة, فقد اوقفتني دورية, واخضعت سيارتي لعملية تمحيص استمرت ربع ساعة تقريبا, حتى ان احدهم فتح "غطاء الماتور" والقى نظرة على شيء ما ثم اغلق الغطاء, واثنى على متانة العجلات, ونجاعة "المسّحات" وسلامة الاضوية و"الغمازات"..
* وهكذا, اكملت طريقي باتجاه المستشفى الذي اخضع فيه انا شخصيا لعلاج, وهي مفارقة جعلتني ابتسم: سيارة جيدة, ورجل تالف, ولم اتوقف عند هذا الحد من السخرية, بل وجدتني اتخيل ان دورية الشرطة التي فحصت سيارتي تضم في عضويتها طبيبا ايضا, وطاقم تمريض, لتكون النتيجة انني مقبل على شتاء قاس, ليس على المستوى الصحي فقط, وانما على صعيد الدفء ايضا, وفي ضوء ما يتردد عن النوايا غير الطيبة والمتعلقة باسعار المحروقات.
* اطمئنوا, سياراتنا جاهزة لاستقبال الشتاء, ولكن المشكلة اننا غير جاهزين بالمرّة
الغبار
* الناخبون في "الدائرة الثالثة"/ العاصمة/ مختلفون: مؤدبون للغاية, ويوجد
على رأس كل منهم ريشة, ويتناولون الطعام بصورة يومية, وهذا نهج نادر الحدوث في كثير
من الدوائر: دعانا احد مرشحي الصحراء الى مهرجان انتخابي ينطوي على "منسف". توجهنا
الى تلك المنطقة التي تبعد عن العاصمة زهاء 90 كيلومتراً جنوباً: الدنيا حر. ولكن
مندوبين عن المرشح قالوا ان المجريات تقتضي ان نتوغل قليلاً في عمق الصحراء, وان
سياراتنا الصغيرة لا تصلح بحكم وعورة الطريق, واشاروا الى سيارات "بك اب دبل كبين"
عالية سوف تحملنا الى الموقع: اخذونا في هذه السيارات - صحراء على مد النظر,
والسرعة فائقة, والهواء قوي, وغبار.. وكأنها مناورات.
* هذا لا يحدث في
"الدائرة الثالثة": "طبق الانتخاب" هنا "فريكة" وتؤكل بالملعقة, مع لبن رايب,
و"فرمة خيار". واحتمال الحلوى وارد.
* قلنا انهم مختلفون: ينتخبون عن قناعة
ولا يبيعون اصواتهم - تذهب "سلمى"/ من "الدائرة الثالثة" الى صندوق الاقتراع بـ
"الجينز", وتنتخب بكل بساطة.
* مختلفون, وعلى رأس كل منهم ريشة, ثم يتناثر
الريش جراء النسمات, وهي حركة تتضمن خيلاء واناقة, فيما يتطاير الشرر من اعين
الناخبين في دوائر اخرى.
الغبار
* الناخبون في "الدائرة الثالثة"/ العاصمة/ مختلفون: مؤدبون للغاية, ويوجد على رأس كل منهم ريشة, ويتناولون الطعام بصورة يومية, وهذا نهج نادر الحدوث في كثير من الدوائر: دعانا احد مرشحي الصحراء الى مهرجان انتخابي ينطوي على "منسف". توجهنا الى تلك المنطقة التي تبعد عن العاصمة زهاء 90 كيلومتراً جنوباً: الدنيا حر. ولكن مندوبين عن المرشح قالوا ان المجريات تقتضي ان نتوغل قليلاً في عمق الصحراء, وان سياراتنا الصغيرة لا تصلح بحكم وعورة الطريق, واشاروا الى سيارات "بك اب دبل كبين" عالية سوف تحملنا الى الموقع: اخذونا في هذه السيارات - صحراء على مد النظر, والسرعة فائقة, والهواء قوي, وغبار.. وكأنها مناورات.
* هذا لا يحدث في "الدائرة الثالثة": "طبق الانتخاب" هنا "فريكة" وتؤكل بالملعقة, مع لبن رايب, و"فرمة خيار". واحتمال الحلوى وارد.
* قلنا انهم مختلفون: ينتخبون عن قناعة ولا يبيعون اصواتهم - تذهب "سلمى"/ من "الدائرة الثالثة" الى صندوق الاقتراع بـ "الجينز", وتنتخب بكل بساطة.
* مختلفون, وعلى رأس كل منهم ريشة, ثم يتناثر الريش جراء النسمات, وهي حركة تتضمن خيلاء واناقة, فيما يتطاير الشرر من اعين الناخبين في دوائر اخرى.
__________________
ربطة
عنق"
*
يوجد في "بيادر وادي السير" منطقة متخصصة بالسيارات من حيث التصليح وشراء "قطع
الغيار" وقد ذهبت مبارحة الى هناك لأمر يتعلق بسيارتي: كان في معيتي "ميكانيكي" جرت
العادة أن الجأ اليه لمقتضيات الصيانة. وهذا يحدث كثيرا. ولا أذكر أنه توانى يوماً
عن مساعدتي. وبالفعل, ترك "الورشة" في "الجبيهة". وجئنا معاً الى
"البيادر".
* يروي الشاعر التشيلي "بابلو نيرودا" في مذكراته المثيرة أنه
زار صديقاً له في قرية يزرع أهلها القمح. وجرت العادة أن يضعوا المحصول على هيئة
أكوام كبيرة في منطقة اسمها "بيادر", حيث تُجرى هنا عملية "تخليص الحبوب من
الشوائب". ويشارك في هذه العملية سكان القرية جميعاَ, بمن في ذلك النساء. وهكذا,
فقد أمضى "بابلو" ليلة كاملة وسط "البيادر".
* بمعنى أن كلمة "بيادر",
مرتبطة بالأرض والقمح والليالي الحلوة. ولكنها عندنا عكس ذلك تماما. فقد ذهبنا الى
"البيادر" من أجل "قطعة غيار".
* كان رفيقي يرتدي زياً ملوثاً بـ "شحمة
السيارات". وقابلنا هناك اشخاصاً مثله, وبما يوحي بالانهماك. والتعب. و"لقمة
العيش". والغلام الذي أخرجته الأسرة من المدرسة ليصبح "صبي ميكانيكي". والطعام الذي
يؤكل على عجل, ودون غسل الايدي. والنوم بعد يوم عمل طويل بلا أرق وكوابيس. ثم
الاستيقاظ في اليوم الذي يلي بنشاط. والخروج الى "يوم جديد" بلا "طلاء
اظافر".
* لطالما قلت انه لا يوجد عندنا تعب حقيقي: يوجد شقاء وتعاسة فقط.
و"بورصة". و"سكرتاريا" حتى أن "حبال الغسيل" على معظم الأسطح تحمل "غيارات".
و"شراشف". و"وجوه مخدات". وكل قماش يصلح للارتماء: وأقسم أن هناك "حبل غسيل" يحمل
"ربطة عنق" فقط.
* يوجد في "بيادر وادي السير" منطقة متخصصة بالسيارات من حيث التصليح وشراء "قطع الغيار" وقد ذهبت مبارحة الى هناك لأمر يتعلق بسيارتي: كان في معيتي "ميكانيكي" جرت العادة أن الجأ اليه لمقتضيات الصيانة. وهذا يحدث كثيرا. ولا أذكر أنه توانى يوماً عن مساعدتي. وبالفعل, ترك "الورشة" في "الجبيهة". وجئنا معاً الى "البيادر".
* يروي الشاعر التشيلي "بابلو نيرودا" في مذكراته المثيرة أنه زار صديقاً له في قرية يزرع أهلها القمح. وجرت العادة أن يضعوا المحصول على هيئة أكوام كبيرة في منطقة اسمها "بيادر", حيث تُجرى هنا عملية "تخليص الحبوب من الشوائب". ويشارك في هذه العملية سكان القرية جميعاَ, بمن في ذلك النساء. وهكذا, فقد أمضى "بابلو" ليلة كاملة وسط "البيادر".
* بمعنى أن كلمة "بيادر", مرتبطة بالأرض والقمح والليالي الحلوة. ولكنها عندنا عكس ذلك تماما. فقد ذهبنا الى "البيادر" من أجل "قطعة غيار".
* كان رفيقي يرتدي زياً ملوثاً بـ "شحمة السيارات". وقابلنا هناك اشخاصاً مثله, وبما يوحي بالانهماك. والتعب. و"لقمة العيش". والغلام الذي أخرجته الأسرة من المدرسة ليصبح "صبي ميكانيكي". والطعام الذي يؤكل على عجل, ودون غسل الايدي. والنوم بعد يوم عمل طويل بلا أرق وكوابيس. ثم الاستيقاظ في اليوم الذي يلي بنشاط. والخروج الى "يوم جديد" بلا "طلاء اظافر".
* لطالما قلت انه لا يوجد عندنا تعب حقيقي: يوجد شقاء وتعاسة فقط. و"بورصة". و"سكرتاريا" حتى أن "حبال الغسيل" على معظم الأسطح تحمل "غيارات". و"شراشف". و"وجوه مخدات". وكل قماش يصلح للارتماء: وأقسم أن هناك "حبل غسيل" يحمل "ربطة عنق" فقط.
__________________
الصندوق
* عن اليافطات ايضا..
* بالمناسبة, هناك يافطة
تحمل شعارا اعجبني: "لنعمل معا من اجل ان يهطل المطر في اسرع ما يمكن"..
*
جاء في الكتب ان الفلاسفة اليونان/ "ارسطو", "افلاطون", "أبيقور" وغيرهم/كانوا
يجلسون في أفياء شجيرات الموز لاكتساب المزيد من الحكمة: قد يبدو السلوك غريبا,
ولكن الغرابة تنتفي اذا علمنا ان الموز/كما يؤكد خبراء التغذية/غني بمادة "الفسفور"
اللازمة لتنشيط الدماغ, فكان الفلاسفة يجلسون هناك, ويتأملون..
* وأنا أجلس
في ظل يافطة انتخابية, وما اكثر "الفسفور" في الشوارع.
******
*
انتخبوا الدكتور/المهندس/المحامي: ولا يوجد بين كل المرشحين "ميكانيكي" واحد. او
يافطة تقول: "اختصاصنا تكييف وتبريد": لا يوجد نائب يذهب الى المجلس مشياً على
القدمين, او في "باص المؤسسة": لا يوجد شعب, وانما ناخبون يذهبون الى "الصناديق"
باعتبارها مطاحن للماء. و "قطعة العلكة" واحدة في كل الافواه.
* نخرج من
"صندوق" لندخل في "صندوق" أكبر..
الصندوق
* عن اليافطات ايضا..
* بالمناسبة, هناك يافطة تحمل شعارا اعجبني: "لنعمل معا من اجل ان يهطل المطر في اسرع ما يمكن"..
* جاء في الكتب ان الفلاسفة اليونان/ "ارسطو", "افلاطون", "أبيقور" وغيرهم/كانوا يجلسون في أفياء شجيرات الموز لاكتساب المزيد من الحكمة: قد يبدو السلوك غريبا, ولكن الغرابة تنتفي اذا علمنا ان الموز/كما يؤكد خبراء التغذية/غني بمادة "الفسفور" اللازمة لتنشيط الدماغ, فكان الفلاسفة يجلسون هناك, ويتأملون..
* وأنا أجلس في ظل يافطة انتخابية, وما اكثر "الفسفور" في الشوارع.
******
* انتخبوا الدكتور/المهندس/المحامي: ولا يوجد بين كل المرشحين "ميكانيكي" واحد. او يافطة تقول: "اختصاصنا تكييف وتبريد": لا يوجد نائب يذهب الى المجلس مشياً على القدمين, او في "باص المؤسسة": لا يوجد شعب, وانما ناخبون يذهبون الى "الصناديق" باعتبارها مطاحن للماء. و "قطعة العلكة" واحدة في كل الافواه.
* نخرج من "صندوق" لندخل في "صندوق" أكبر..
__________________
التائه
* عندي اعتقاد انه يمكن ان يُطاح بي/ أن أتنحّى/ أن يتم استبعادي/ان يكون
اسمي مكتوباَ على قصاصة ورق في "سلة مهملات", وبخطأ مطبعي يزعجني, هكذا: "طمّليه".
وخط احمر تحت الاسم. وألمح امضاء أجزم انه حاسم, ولا مجال للتراجع.
* أخشى
أن أخضع لمساءلة. ولتهديد صريح بالطرد, ومداهمة, ومطاردة, وطرحي ارضاَ. ثم ارغامي
على القيام بحركات مخجلة تنقلها "الفضائيات" على الهواء مباشرة.
* لطالما
قلت انني لم افعل شيئاَ يستوجب أن أُرمى من نافذة عالية. او ان يظهر اسم مماثل
لاسمي في الجريدة تحت عنوان: "خرج ولم يعد", مع انني عدت. وها أنذا. وللتوضيح, فان
ما تردد على الألسن من غمز في حقي كذب. واعتقد ان الهدف هو دفعي الى الجنون. وجعلي
أضحوكة.
* أشعر أن ما يجري حولي مريب. وهناك مخطط يستهدفني شخصياَ. والطريف
ان فقرات عديدة في المخطط تنطوي على تحريض ضدي. وكم هي قاسية تلك الفقرة التي تنصّ
صراحة على ضرورة استثنائي. وفيما يلي نص الفقرة "ج", في الصفحة 286 المجلد الثاني:
"لا علاقة له. ويبقى بعيداَ. واجراء اللازم".
* "اللازم"؟! وها أنذا أتعرض
لـ "اللازم".
التائه
* عندي اعتقاد انه يمكن ان يُطاح بي/ أن أتنحّى/ أن يتم استبعادي/ان يكون اسمي مكتوباَ على قصاصة ورق في "سلة مهملات", وبخطأ مطبعي يزعجني, هكذا: "طمّليه". وخط احمر تحت الاسم. وألمح امضاء أجزم انه حاسم, ولا مجال للتراجع.
* أخشى أن أخضع لمساءلة. ولتهديد صريح بالطرد, ومداهمة, ومطاردة, وطرحي ارضاَ. ثم ارغامي على القيام بحركات مخجلة تنقلها "الفضائيات" على الهواء مباشرة.
* لطالما قلت انني لم افعل شيئاَ يستوجب أن أُرمى من نافذة عالية. او ان يظهر اسم مماثل لاسمي في الجريدة تحت عنوان: "خرج ولم يعد", مع انني عدت. وها أنذا. وللتوضيح, فان ما تردد على الألسن من غمز في حقي كذب. واعتقد ان الهدف هو دفعي الى الجنون. وجعلي أضحوكة.
* أشعر أن ما يجري حولي مريب. وهناك مخطط يستهدفني شخصياَ. والطريف ان فقرات عديدة في المخطط تنطوي على تحريض ضدي. وكم هي قاسية تلك الفقرة التي تنصّ صراحة على ضرورة استثنائي. وفيما يلي نص الفقرة "ج", في الصفحة 286 المجلد الثاني: "لا علاقة له. ويبقى بعيداَ. واجراء اللازم".
* "اللازم"؟! وها أنذا أتعرض لـ "اللازم".
__________________
السؤال
* شعارات ضحلة, حتى انني قرأت على واحدة من اليافطات
شعارا يقول: "قلب الام زهرة لا تذبل". وقرأت ايضا: "رب ضارة نافعة"..
وهكذا.
* اقترح اجراء امتحان "لياقة سياسية" للمرشحين, على غرار ما جرى
عندما مات احد السادة النواب في دورة سابقة, فقرر السادة النواب اختيار بديل للفقيد
من بين المرشحين بعد اخضاع هؤلاء لامتحان "لياقة سياسية" ينطوي على "اسئلة
مباغته".!
* ما نوع الاسئلة في هذه الحالة؟ وكيف نضمن عدم تسريبها؟ وهل خاض
السادة النواب مثل هذا الامتحان قبل ان يصبحوا نوابا؟ نعرف ان كثيرين منهم لا
يتمتعون ب¯ "لياقة سياسية" ولا حتى "لياقة بدنية".
* "قاعة جمباز" في الساحة
الامامية لمجلس الامة, ومضمار للجري, ورمل للوثب. ومنافسات مختلفة, ومنشطات, وركلات
ترجيحية.
* شيء اخضر من الخارج واحمر من الداخل, واول حرف من اسمه "ن". فما
هو؟ احد المرشحين قال "نصف بطيخة" وهي اجابة صحيحة تماما: لقد تسربت الاسئلة
بالفعل.
* هل يمكن اعتبار صوت الماء في "السيفون" خريراً؟ وهل يبتهج الميت
اذا مرت قرب المقبرة "زفة عريس"؟ وهل تنضج الشمس اذا وضعناها في ماء يغلي؟ وماذا
يحمل المستقبل عندما تصل السذاجة الى هذا الحد؟
* شعارات ضحلة, حتى انني قرأت على واحدة من اليافطات شعارا يقول: "قلب الام زهرة لا تذبل". وقرأت ايضا: "رب ضارة نافعة".. وهكذا.
* اقترح اجراء امتحان "لياقة سياسية" للمرشحين, على غرار ما جرى عندما مات احد السادة النواب في دورة سابقة, فقرر السادة النواب اختيار بديل للفقيد من بين المرشحين بعد اخضاع هؤلاء لامتحان "لياقة سياسية" ينطوي على "اسئلة مباغته".!
* ما نوع الاسئلة في هذه الحالة؟ وكيف نضمن عدم تسريبها؟ وهل خاض السادة النواب مثل هذا الامتحان قبل ان يصبحوا نوابا؟ نعرف ان كثيرين منهم لا يتمتعون ب¯ "لياقة سياسية" ولا حتى "لياقة بدنية".
* "قاعة جمباز" في الساحة الامامية لمجلس الامة, ومضمار للجري, ورمل للوثب. ومنافسات مختلفة, ومنشطات, وركلات ترجيحية.
* شيء اخضر من الخارج واحمر من الداخل, واول حرف من اسمه "ن". فما هو؟ احد المرشحين قال "نصف بطيخة" وهي اجابة صحيحة تماما: لقد تسربت الاسئلة بالفعل.
* هل يمكن اعتبار صوت الماء في "السيفون" خريراً؟ وهل يبتهج الميت اذا مرت قرب المقبرة "زفة عريس"؟ وهل تنضج الشمس اذا وضعناها في ماء يغلي؟ وماذا يحمل المستقبل عندما تصل السذاجة الى هذا الحد؟
__________________
البغل
* اريد حصاناً, وربما أكتفي ببغل, فأنا لا أنوي
المشاركة في سباق على أيّ حال.
* جاء في قصة للكاتب الروسي "تشيخوف" أن
السكارى من رواد خمارة بعينها اعتادوا أن يعودوا الى بيوتهم آخر الليل بوساطة عربة
يجّرها حصان مريض ويقودها عجوز بائس, ثم يدفعون له الأجرة, ويمضي هو الى غرفته في
قاع المدينة ليعتني بأبنه الذي أصيب قبل شهر بمرض غريب, وهو طريح الفراش الآن
...
* ولنا أن نتخيل هذه الحياة عندما يكون المرض هو الأساس, وكذلك الفقر
والتعب, ثم يطغى الصمت على التفاصيل فنسمع فقط صياح السكارى وهم يأمرون العجوز
بالتوجه هنا وهناك في مدينة موحشة لا تحفل بمن يموت فيها جوعاً ...
* ولكن
الايقاع ينكسر عندما يموت الابن المريض, فيصبح العجوز وحيداً أكثر من أي وقت مضى/
حزيناً ومقهوراً ويود لو يجد أذناً صاغية ليهمس لها أنه مخنوق, غير أن هذه الرغبة
لا تتحقق له أبداٍ: من الصعب أن يجد الفقراء من يستمع اليهم, حتى أن العجوز يفشل في
اقناع السكارى بأن له ابناً مات, وأنه حزين: لا يقتنع هّؤلاء ليس لأنهم سكارى, ولكن
لأن العجوز فقير ...
* وها هو في طريق العودة الى غرفته: يشكو للحصان: أجزم
أن الحيوانات تكون أحياناً أكثر رأفة, وتصغي.
* * *
* أريد حصاناً,
وربما أكتفي ببغل.
* جاء في قصة للكاتب الروسي "تشيخوف" أن السكارى من رواد خمارة بعينها اعتادوا أن يعودوا الى بيوتهم آخر الليل بوساطة عربة يجّرها حصان مريض ويقودها عجوز بائس, ثم يدفعون له الأجرة, ويمضي هو الى غرفته في قاع المدينة ليعتني بأبنه الذي أصيب قبل شهر بمرض غريب, وهو طريح الفراش الآن ...
* ولنا أن نتخيل هذه الحياة عندما يكون المرض هو الأساس, وكذلك الفقر والتعب, ثم يطغى الصمت على التفاصيل فنسمع فقط صياح السكارى وهم يأمرون العجوز بالتوجه هنا وهناك في مدينة موحشة لا تحفل بمن يموت فيها جوعاً ...
* ولكن الايقاع ينكسر عندما يموت الابن المريض, فيصبح العجوز وحيداً أكثر من أي وقت مضى/ حزيناً ومقهوراً ويود لو يجد أذناً صاغية ليهمس لها أنه مخنوق, غير أن هذه الرغبة لا تتحقق له أبداٍ: من الصعب أن يجد الفقراء من يستمع اليهم, حتى أن العجوز يفشل في اقناع السكارى بأن له ابناً مات, وأنه حزين: لا يقتنع هّؤلاء ليس لأنهم سكارى, ولكن لأن العجوز فقير ...
* وها هو في طريق العودة الى غرفته: يشكو للحصان: أجزم أن الحيوانات تكون أحياناً أكثر رأفة, وتصغي.
* * *
* أريد حصاناً, وربما أكتفي ببغل.
ثوب
زفاف
أصل
الخلاف بيني وبين الفتاة التي أحبها أننا لم نجد طوال الصيف الماضي "صالة أفراح"
لاقامة عرسنا المنتظر. وقد ظلت أم الفتاة مصممة على ان يُجرى العرس في صالة محترمة,
او فندق, مما اغضب عائلتي, مع ما يرافق ذلك من تصعيد كان يمكن ان يودي بالعلاقة, او
انه اودى بها بالفعل, ذلك ان اهل البنت منعوها من الخروج معي, وصرت ضيفا ثقيل الظل,
ومطروداً سلفاً, اذا زرتهم.
* ما العمل في هذه الحالة? انا احبها, واحسب
انها كذلك, ولكن هذا الحب بات متعذراً ومستحيلاً, اخذين بعين الاعتبار ان فتاتي
انحازت الى صف امها فيما يتعلق بالعرس: قالت لي في مكالمة مقتضبة ان الصالة ضرورية
لاي عرس, وبكت, واقفلت الخط.
* ثم ارسلتُّ لها صديقة مشتركة لاقناعها بتقديم
تنازلات. ولكن الصديقة المشتركة عادت من هناك مكسورة الخاطر, وكانت تبكي, فبكيت أنا
ايضاً, وعانقت الصديقة, وعانقتني, وبكينا معاً.
* وهكذا... لم أر فتاتي منذ
ذلك التاريخ, وظننت أن هذه الصفحة طويت, غير أنني تلقيت البارحة مكالمة منها قالت
فيها: "أفعل شيئاً" فأقترحت عليها أن تهرب من بيت أهلها, وتوافيني في الحال: سأصنع
لك ثوب زفاف ابيض من قماش اليافطات, ونتجول في شوارع المدينة, مستفيدين من اجواء
"العرس الديمقراطي".
ثوب
زفاف
أصل الخلاف بيني وبين الفتاة التي أحبها أننا لم نجد طوال الصيف الماضي "صالة أفراح" لاقامة عرسنا المنتظر. وقد ظلت أم الفتاة مصممة على ان يُجرى العرس في صالة محترمة, او فندق, مما اغضب عائلتي, مع ما يرافق ذلك من تصعيد كان يمكن ان يودي بالعلاقة, او انه اودى بها بالفعل, ذلك ان اهل البنت منعوها من الخروج معي, وصرت ضيفا ثقيل الظل, ومطروداً سلفاً, اذا زرتهم.
* ما العمل في هذه الحالة? انا احبها, واحسب انها كذلك, ولكن هذا الحب بات متعذراً ومستحيلاً, اخذين بعين الاعتبار ان فتاتي انحازت الى صف امها فيما يتعلق بالعرس: قالت لي في مكالمة مقتضبة ان الصالة ضرورية لاي عرس, وبكت, واقفلت الخط.
* ثم ارسلتُّ لها صديقة مشتركة لاقناعها بتقديم تنازلات. ولكن الصديقة المشتركة عادت من هناك مكسورة الخاطر, وكانت تبكي, فبكيت أنا ايضاً, وعانقت الصديقة, وعانقتني, وبكينا معاً.
* وهكذا... لم أر فتاتي منذ ذلك التاريخ, وظننت أن هذه الصفحة طويت, غير أنني تلقيت البارحة مكالمة منها قالت فيها: "أفعل شيئاً" فأقترحت عليها أن تهرب من بيت أهلها, وتوافيني في الحال: سأصنع لك ثوب زفاف ابيض من قماش اليافطات, ونتجول في شوارع المدينة, مستفيدين من اجواء "العرس الديمقراطي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق