صلح الحُديبية3
مقولة عمر
قال عمر بن الخطّاب: والله ما شككت مذ أسلمت إلّا يومئذٍ ـ أي يوم
الحُديبية ـ فأتيت النبي(صلى الله عليه وآله)، فقلت له: ألست نبي الله؟ فقال:
«بلى»، قلت: ألسنا على الحقّ وعدوّنا على الباطل؟ قال: «بلى».
قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً؟ قال: «إنّي رسول الله، ولست أعصيه،
وهو ناصري»، قلت: أو لست كنت تحدّثنا أنّا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: «بلى،
أفأخبرتك أن نأتيه العام»؟ قلت: لا، قال: «فإنّك تأتيه وتطوف به»(10).
بعد الاتّفاقية
رجع سهيل بن عمرو وأصحابه إلى مكّة، وأمّا رسول الله(صلى الله عليه
وآله) فقد نحر هديه وحلق، وأمر أصحابه بالنحر والحلق، وأقام بالحُديبية بضعة عشر
يوماً، ثمّ رجع إلى المدينة المنوّرة.
نزول سورة الفتح
وفي طريقه(صلى الله عليه وآله) إلى المدينة المنوّرة نزلت عليه سورة
الفتح: (إِنّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا)(11).
قال الإمام الصادق(عليه السلام): «فما انقضت تلك المدّة حتّى كاد
الإسلام يستولي على أهل مكّة)(12).
وقال أنس بن مالك: لمّا رجعنا من غزوة الحُديبية وقد حيل بيننا وبين
نسكنا، قال: فنحن بين الحزن والكآبة، قال: فأنزل الله عزّ وجلّ: (إِنّا فَتَحْنَا
لَكَ فَتْحًا مُبِينًا…).
فقال نبي الله(صلى الله عليه وآله): «لقد أُنزلت عليَّ آية أحبّ إليَّ
من الدنيا وما فيها)(13).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق